قصيدة
مهداة
"للشاعر الكبير محمد عبد الله العسيلي"
يقول
من غنى ولا هو بمطـروب
مما بقلبه من غبــون الليالي
هاض
وتهيض كـن يصلاه لاهوب
ولا تلومني لو قلت مشغول بالي
دنيا
بها المخلوق مشقي و متعوب
وســود الليالي يخيبن الآمالي
والله
يالولا الصبر يا نـاس لاذوب
ذوب الحديد اللــي تولاه صالي
كن
الغضى في داخل القلب مشبوب
نـــارٍ ويلفحها هبوب الشمالي
أقنب
قنيب الذيب في راس مشذوب
بـروس الجبال العاليات الطوالي
أعوي
عـواه بتالي الليل وآلـوب
وعيت تنام العين ممـــا جرالي
وهليت
دمعٍ فوق الأخـداد مسكوب
مما بقلبـــي مدمع العين سالي
مثل
الـذي متجرع الصبر بالكوب
يشرب مرارٍ مع مـــرار متوالي
يامافنت
دنياك من قـوم و شعوب
وكلٍ مصيره منتهــــي للزوالي
اللي
مقـدر لك على اللوح مكتوب
ما ينمحي يالعبــــد هذا محالي
واعلم
ترى للناس ميزات وعيوب
ولا أحد بهالدنيا من العيـب خالي
كلٍ
له عيـوبٍ وزلات و ذنـوب
و لا أحدٍ سليم من الخطأ والخمالي
ولابد
ماتبلا بشـدات و كـروب
احسب حسابك في جميع الأحوالي
خلك
مع اللي يقصده كل مغلوب
يجعـل صعيبات المصايب
سهالي
اللي
نصر يوسف و رده ليعقوب
وجـاه البشير وعنه الأحزان زالي
وارجع
لـربٍ يغفر الذنب ويتوب
عليك ويقبــــل توبتك ما يبالي
واذكر
بماضي الوقت ماحل بأيوب
لكن بحسن الصبــر كل خير نالي
والعمر
محدودٍ و للمـوت مندوب
لاجاك ما ينفعك عـــــمٍ وخالي
الجار
له حقٍ على الجـار ووجوب
والضيف أيضاً والرفيــق الموالي
كل
وقت فيه نجوح به نسبة رسوب
ومع نسبة الممتاز تلقــى المثالي
كلٍ
حسب قدره له حسـاب محسوب
وحنـا نعرف الناس من أول وتالي
منهم
رجل مرضي وبالعكس مغضوب
ومن عاش بالحيـلات جاه
احتيالي
ومنهم
رجل دينٍ و بالعلم مـوهـوب
ومنهم شجاعٍ يرفــع الرأس عالي
ومنهم
مثل حاتم بـه الطيب ديـدوب
يعطي و من يعطـي العطا ما يبالي
ولا
كل رجـلٍ لـو دنـا منك محبوب
بعض الرجال رجال و منهـم حثالي
كـلٍ
على قـده يبي يَّقيس الثـوب
لو كان ما يقــدر يقيس
الرجالي
حيث
الرجـال تقـاس بعقول وقـلوب
وفعولها عبـــر السنين الخوالي
والطول
وإلا القصر مـا هـو بعذروب
أيضا ولا هو باختـــلاف الزوالي
ولد
عـلا ربعي على كـايد النوب
لهم مع الأجناب ماضـــي أفعالي
ربعي
الرجال و لضى الحرب مشبوب
يوم الرجـال يصيـــر فيها جفالي
كسـابةٍ
وهـابـةٍ كـل مكســـوب
غيث اليـتامـــا بالسنين المحالي
من
قبل عنتر عبس وأخوه شيبوب
وقبل أبو ليلــى وأبـو زيد الهلالي
المرجلة
والطيب مـا عنَّها هـروب
وزودٍ عليها عندنــا الضيف غـالي
دفـانـة
الـركبة مثـل قيل مضروب
بفعولهم يـوم اللقــــا والنـزالي
فعـلٍ
لهـم مخبور مـع قـوة قلوب
فعـلٍ قـديمٍ من قديــــم الاجيالي
قومٍ
لهم بالمجـد وقفات و وثوب
حمول السبايا نازيلـــن العوالي
يوم
الشفـايا فيه ما تلحق النوب
و تشيب من هوله نواصي الاطفالي
الحرب
يطلى بسمها كل مجروب
وتلقح بها بكر وعقيـــم وحيالي
ياراكـب
اللي زاهي شكل ورتوب
ضـاري على قطع الوعر والسهالي
جديد
ما تلقابه خـدوش وعطوب
يقطـع مسافــاتٍ بعـادٍ طـوالي
قفارٍ
بها وديان عسرات وهضوب
يمرها مــــر السحـاب بعجالي
لا
تله السواق مـن قلب معصوب
من سـرعته لافـــز يذهل ذهالي
والفـرش
كله زل والسيت مكروب
مثل الهنوف اللي تحــب
الجمالي
دوبـك
تحقه بالنظر لا نطلق دوب
كـزه و آمن ياوفــــي الخصالي
وسواق
ياما ساق مع سـاقة جيوب
يحدهـا حد الفهــــــد للغزالي
لو
كان في دربـه مشقات و صعوب
متمرنٍ متــــــدربٍ للإشكالي
يأخذ
معه مـا كـان لازم ومطلـوب
ويشيل من قشــه خفيف المشالي
يقطع ديـارٍ دونها
الشـوف محجوب
و الجو خالي مابـــه إلا الرمالي
على
الرياض العاصمة وجهك غروب
وممشاك يا الســواق خله عدالي
ملفـاك
بيتٍ كنه الحيـد منصــوب
بيت المراوين أهل
الكرم والكمالي
تلفي
محمد من هـل الطيب مجـذوب
مثل القمــر بأول
طلوعه هلالي
وجـهٍ
فليحٍ يطـرد الهم و الشــوب
واليا لفيته عنك كل هـــم زالي
بلغ
سلامي يوم مـريت مـن صـوب
هاك العرب ياخطو قــرم العيالي
سلامي
لابو عـابد عـدد وبل حالوب
مزنـــةٍ حلت على راس جـالي
أزكـا
سـلامٍ بالتحيـات مصحــوب
خص العسيلــي والقروم الشبالي
محمد
حميد الطبع ماخالطه شوب
حيدٍ يثنىَّ للحمـــــول الثقالي
من
روس مزنانٍ مناعير وصلوب
سوالمٍ يثنــون عنـــد التوالي
صغيرهم
ينطح هل دقون وشنوب
وبارباعهم يازين فـــوح الدلالي
أرسلت
لك يامعدن الجود مكتوب
فيه الحكم و وصاف بعض الرجالي
وأنت
حكيم وتحكم القاف باسلوب
وجمك غزيــرٍ يا بعيــد المدالي
تم
الكلام وقلت ياخير مطلــوب
ربي أستجيرك من زمــانٍ
حبالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق